ذات يوم خرجت من المنزل إلى جبل يدعى " أدرار نتورخت" وكان يبعد عن منزلنا ببضع كلمترات وبينما أنا منهمك في جمع بعض الأحجار الزاهية اللون رأيت شيئا قادما نحوي وكان يشبه شجرة وهي تتحرك.
قلت في نفسي:
- ترى ما هذا؟
وسرعان ما تبادر إلى ذهني أن هناك شخص ما يدعى "علي وآمان ضرنين" والذي يتصف بأعماله الشريرة فانتابني خوف شديد وأنا لوحدي في هذا المكان، لكني قلت لنفسي هذه مجرد خرافات وأكاذيب كانت أمي تحكيها لنا عندما تريد إخافتنا ولا شيء يسعني أن أقوم به الآن وأنا على هذه الحالة، بدأ ذلك الشيء يقترب مني أكثر فأكثر وبدأت معالمه تتضح شيئا فشيئا لما وصل إلي، اقترب مني وقال بصوت غليظ:
- ما الذي جاء بك إلى هنا أيها الفتى؟
أجبته ببراءة وأنا ارتعش خوفا:
- كنت ذاهبا في نزهة..والله نزهة فقط
- لكن ما بك؟ لماذا ترتعش هكذا؟ أنا مجرد إنسان ألا ترى ذلك؟
- لا..نعم..أنت كذلك...
- هذا ليس عاديا بني اقترب مني وستلحظ ذلك
إقتربت منه قليلا
- إقترب أكثر هيا عانقني
اقتربت منه أكثر وعانقته ولمست جسمه ويا للعجب إنه حقا إنسان..من لحم و دم هذا أكيد.
قلت له:
- أنت حقا إنسان؟ أليس كذلك؟
- بالطبع أنا كذلك هل لاحظت ذلك؟
- نعم..ولكن؟
- ولكن ماذا؟ ما خطبك؟
- جسمك يا سيدي..إنه لا يبدو على هيأت إنسان
- آه نسيت أن أقول لك فأنا أتحول بين الفينة والأخرى وكيف أبدو الآن؟
- ماذا عساني أن أقول لك؟ ربما تبدو كشجرة.
- آسف بني لكن على العموم لا تخف شيئا فأنا مجرد إنسان مثلك تماما
- ولكن أريد أن أسألك سؤالا هل لي بذلك؟
- بالطبع تفضل.
- قد أبدو فضوليا بعض الشيء ما الذي جعلك تتحول هكذا؟
- تلك قصة طويلة يا بني لكن لا بأس في ذلك لكن ما أريد أن أقوله إليك وخذها مني نصيحة إن أرضيتها هو أن تأخذ حذرك من غدر الزمان فهو يحول الإنسان من حال لآخر انظر إلي أنا خير دليل على ما سأقوله لك كيفت تحولت رأسا على عقب كيف فعل بي الزمان، إنه لا يرحم بني لا يرحم تذكر هذه الكلمات وإياك أن تنساها سيأتي يوما ستكبر فيه وتكون مسؤولا وستعرف حينها ما أقول
وطأطأت برأسي إلى الأسفل ولم أستغرق سوى لحظة قصيرة، لم أجد بعدها ذلك الشخص، نظرت إلى يميني ثم إلى شمالي فلم أجده جلست فوق صخرة عالية ونظرت إلى الأفق ثم تذكرت كلامه فذرفت الدموع ولم أستطع أن أوقفها، أحسست بشيء بداخلي ثم قلت مع نفسي:
- - يا ليت ذلك الرجل عاد؟ يا ليثني إلتقيته مرة أخرى.. لكن الزمان لا يعود لا يعود...